الاحتلال يخضع للضغوط ويلغي «مسيرة اليمين المتطرف» بالقدس
نجحت الضغوط في حمل سلطات الاحتلال على إلغاء ما يسمى بـ«مسيرة الأعلام الإسرائيلية» في القدس المحتلة يوم الخميس المقبل، وسط تحذيرات فلسطينية ودعوات للنفير العام.
وحظرت شرطة الاحتلال المسيرة التي كان اليمين الإسرائيلي المتطرف يعتزم تنظيمها، وهو ذكرى استكمال احتلال وضم القدس الشرقية.
وأكد متحدث باسم الجهات المنظمة للمسيرة «رفضت الشرطة منحنا الإذن». وأرجعت الشرطة ذلك إلى أن المسار والتوقيت ليسا مناسبين بالنظر إلى مستويات التوتر الحالية، لكنها أكدت أنها ستنظر طلبا لإعادة تحديد موعد جديد للمسيرة أو لترتيبها بطريقة مختلفة.
وكان مقررا أن تعبر المسيرة أحياء البلدة القديمة التي تشهد منذ شهرين احتجاجات متواصلة بسبب سعي منظمات استيطانية لتهجير سكانها واستبدالهم بمستوطنين يهود خصوصا في حيي الشيخ جراح وبطن الهوى في بلدة سلوان.
جاء قرار إلغاء المسيرة بعد دعوة حركة فتح إلى النفير العام باتجاه القدس، وتحذير حركة حماس من تجدد المواجهة العسكرية في حال اقتربت مسيرة المستوطنين من «القدس والمسجد الأقصى».
وقال نائب رئيس حركة حماس في قطاع غزة خليل الحية «أرجو أن تصل هذه الرسالة واضحة حتى لا يكون الخميس مثلما كان عليه يوم 11 مايو»، في إشارة الى بداية المواجهات العنيفة التي استمرت 11 يوما.
وأضاف «آن أوان لجم هذا الاحتلال وإلا فالصواعق مازالت قائمة».
وقال نائب رئيس حماس إن «المقاومة ضربت بعض ما تملك من صواريخها نحن من يقرر أن نلجم بدءا من الصرخة والتحذير وانتهاء بما تعرفون».
وخاطب الحية إسرائيل قائلا: «نقول للاحتلال لن تنجح ولن نقبل أن ندفع ثمنين، ثمن عدوانك وثمن اختلافك السياسي».
ويطلق اليهود المتطرفون على المسيرة اسم «مسيرة الأعلام» احتفالا بإعلان إسرائيل ضم كامل القدس المحتلة وإعلانها عاصمة موحدة عام 1967 ويشارك فيها آلاف المتطرفين وتصل إلى القدس الشرقية المحتلة وتمر بمحاذاة وداخل أسوار المدينة القديمة وفي السوق الرئيسي وفي الحي الإسلامي بداخلها ويتخللها استفزاز لسكانها وإهانات واعتداءات على الفلسطينيين.
ويبدو ان الإلغاء لم يرق للمتطرفين وقال إيتمار بن غفير عضو الكنيست اليميني المتطرف الذي يترأس حزب «القوة اليهودية» المعادي للعرب، «لسوء الحظ، فإن مفوض الشرطة يواصل خط الاستسلام والتراجع أمام الإرهاب».
وأضاف بن غفير وهو مستوطن يعيش في مستوطنة بالقرب من الخليل في الضفة الغربية المحتلة «لا أنوي الاستسلام، وسأقوم يوم الخميس القادم بالسير في الطريق الكامل حول البلدة القديمة في القدس».
ودعا بن غفير أعضاء الكنيست للانضمام إليه «واستخدام حصانتهم كأعضاء كنيست والقانون السيادي لدولة إسرائيل على القدس».
وكان المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية خطيب المسجد الأقصى، الشيخ محمد حسين، دعا بدوره المواطنين الذين يستطيعون الوصول للمسجد الأقصى المبارك إلى شد الرحال إليه وإعماره، خاصة في ظل تصاعد وتيرة اقتحامات المستوطنين المتطرفين لباحاته.
وحذر المفتي حسين، في بيان صحافي أمس أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) «مما تقوم به سلطات الاحتلال من إجراءات لتغيير طريق جسر باب المغاربة الذي يصل ساحة البراق بالمسجد الأقصى المبارك»، مبينا أن «ما ينشر عبر وسائل الإعلام حول هذا الجسر إنما يهدف إلى بناء جسر خرساني أكبر وأوسع من الجسر الحالي بهدف دفع قوات الاحتلال وآلياته بشكل أكبر وأسرع إلى المسجد الأقصى المبارك خلال اقتحام المسجد من قبل سلطات الاحتلال وقطعان مستوطنيه»، محذرا من أي مساس بالمسجد الأقصى المبارك.