الأزمة الإنسانية ( مستمرة ) في السودان رغم الهدنة.. والأمم المتحدة تجدد ثقتها بمبعوثها
شهدت العاصمة السودانية بعض الهدوء صباح امس في ظل هدنة تستمر سبعة أيام أدت على ما يبدو إلى تقليل الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، غير أنها لم تقدم بعد المساعدات الإنسانية المنتظرة لملايين المحاصرين في العاصمة.
وقال شهود يوم امس إن الخرطوم شهدت بعض الهدوء، بالرغم من ورود معلومات عن اشتباكات متفرقة. وتحدثت قناة العربية عن وقوع اشتباكات في شمال غرب الخرطوم وجنوب مدينة أم درمان المجاورة لها.
واتهمت قوات الدعم السريع في بيان امس الجيش بانتهاك الهدنة وشن ضربة جوية دمرت شركة سك النقود. وكان الجيش اتهم قوات الدعم السريع باستهداف الشركة نفسها.
وفي غضون ذلك، قال الجيش إن دعوته لقوات الاحتياط أمس الاول هو تعبئة جزئية وإجراء دستوري، وأضاف أنه يتوقع استجابة أعداد كبيرة للدعوة.
وقالت الشرطة السودانية امس إنها توسع نطاق انتشارها واستدعت أيضا القادرين من رجالها المتقاعدين للمساعدة.
وقال أحمد صالح (52 عاما) وهو من سكان المدينة «أصبحنا نازحين ننتقل من مكان لآخر، لا نستطيع العودة لمنازلنا التي نهبت بالكامل وأصبحت مناطق عسكرية وانهارت الخدمة وانتشرت الفوضى في الخرطوم». وأضاف «لا توجد جهة مهتمة بمساعدة المواطن السوداني سواء كانت أطرافا حكومية أو دولية، نحن بشر.. أين الإنسانية؟».
وتقول وكالات الإغاثة إنها، على الرغم من الهدنة، تجد صعوبة في الحصول على الضمانات الحكومية والأمنية لنقل المساعدات والموظفين الموجودين في مناطق أكثر أمانا بالبلاد إلى الخرطوم وغيرها من المناطق الساخنة. وتعرضت المخازن للنهب.
وامتد القتال أيضا إلى منطقة دارفور الهشة، وجاء أكبر تأثيراته على مدينة الجنينة غربا التي تعرضت لهجمات من جماعات محلية تسببت في تدمير البنية التحتية وقتل المئات.
من جهة اخرى، جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعمه لمبعوثه إلى السودان معربا عن «صدمته» برسالة من قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان دعا فيها إلى تبديله.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحده ستيفان دوغاريك في بيان إن «الأمين العام مصدوم من الرسالة التي تلقاها من الفريق أول عبد الفتاح البرهان» الذي يخوض حربا منذ الخامس عشر من ابريل مع خصمه ونائبه السابق محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع.
وتابع دوغاريك أن «الأمين العام فخور بالعمل الذي أنجزه فولكر بيرتيس ويؤكد ثقته الكاملة في ممثله الخاص».
الى ذلك، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة لتعرض منزل السفير الأردني في الخرطوم للاعتداء والتخريب.
وجددت الوزارة – وفقا لما أوردته وكالة الأنباء السعودية «واس» امس، رفض المملكة لكل أشكال العنف والتخريب تجاه البعثات والممثليات الديبلوماسية، داعية للالتزام باتفاقية وقف إطلاق النار قصير الأمد والترتيبات الإنسانية في السودان.
كما أدانت الإمارات بشدة الحادث، مشددة على أهمية حماية المباني الديبلوماسية ومقرات منتسبي السفارات حسب الأعراف والمواثيق التي تحكم وتنظم العمل الديبلوماسي.
وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية – في بيان نقلته وكالة الأنباء الإماراتية «وام» امس أن دولة الإمارات تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية.
وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي، بديوه عن استنكاره وإدانته الشديدين للحادث، داعيا جميع الأطراف المتنازعة إلى الالتزام بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية ذات الصلة لاحترام حرمة المقرات والبعثات الديبلوماسية وحماية رعاياها.
وجدد البديوي – وفقا لما أوردته «واس» امس الدعوة لطرفي النزاع بسرعة المضي قدما في مباحثات جدة، للوصول إلى إعلان سياسي شامل يحقق الأمن والاستقرار والازدهار للسودان وشعبه الشقيق.
كما أدانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، الاعتداء المسلح الذي تعرض له مبنى الملحقية العسكرية الليبية في الخرطوم.
ونددت الأمانة العامة – في بيان أوردته (واس) بالاعتداءات المتكررة على المباني الديبلوماسية بالخرطوم، وشددت على ضرورة احترام حرمة المباني الديبلوماسية والالتزام بالاتفاقيات الدولية وخاصة اتفاقية فيينا للعلاقات الديبلوماسية.