استمرار المعارك في السودان.. والبرهان يُهدد باستخدام القوة المميتة: ( سنقاتل حتى آخر جندي )
قال رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش عبدالفتاح البرهان إن القوات المسلحة السودانية ستقاتل حتى آخر جندي «كي يعيش بلدنا في أمان وسلام»، مهددا باستخدام القوة المميتة في مواجهة قوات الدعم السريع حال عدم استجابتها لصوت العقل.
وأضاف البرهان، لدى تفقده القوات المرابطة ببعض المواقع في العاصمة الخرطوم، امس «القوات المسلحة تخوض هذه المعركة نيابة عن شعبها.. ولم تستخدم بعد كامل قوتها المميتة، لكنها ستضطر إلى ذلك إذا لم ينصع العدو أو يستجب لصوت العقل».
واكد البرهان، بحسب بيان صادر عن الجيش، على أن جميع المناطق والفرق لاتزال محتفظة بكامل قواتها بعد أن بسطت سيطرتها على جميع أنحاء البلاد.
وبشأن تمديد الهدنة، ذكر «أنه تمت الموافقة عليها بغرض تسهيل انسياب الخدمات للمواطنين الذين أنهكتهم تعديات المتمردين (الدعم السريع) وقد نهبوا ممتلكاتهم وانتهكوا حرماتهم وعذبوهم وقتلوهم دون وازع أو ضمير»، داعيا إلى عدم الالتفاف إلى ما يبثه إعلام «الميليشيا المتمردة».
هذا، وتواصلت المعارك في السودان، حيث مددت الهدنة التي لم يتم الالتزام بها مطلقا في محاولة لنقل مساعدات إنسانية حيوية لهذا البلد الذي أصبح على حافة المجاعة.
وامس أفاد أحد سكان العاصمة وكالة «فرانس برس» بوقوع «اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة في جنوب الخرطوم».
وأكد مواطنون لـ «فرانس برس» استمرار المعارك في الخرطوم وفي نيالا بإقليم دارفور في غرب السودان الذي سبق أن شهد حربا أهلية دامية في العقد الأول من القرن الحالي.
وكتب المحلل المتخصص في القرن الافريقي رشيد عبدي على حسابه على موقع تويتر امس «لا يوجد وقف إطلاق نار في السودان»، في إشارة إلى تواصل القتال.
وأضاف «هناك فجوة عميقة بين الواقع على الأرض في السودان والديبلوماسية في جدة».
في غضون ذلك، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) امس أن أكثر من 13.6 مليون طفل في السودان في حاجة ماسة للدعم الإنساني المنقذ للحياة، وهو أعلى رقم مسجل على الإطلاق في البلاد، التي تشهد نزاعا منذ شهر ونصف.
وقالت اليونيسف في بيان صادر عن مكتبها الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في العاصمة الأردنية عمان امس إن الحاجة إلى المساعدات الإنسانية أكثر أهمية من أي وقت مضى بالنسبة للأطفال في السودان، حيث يكافح السكان الأكثر هشاشة للبقاء على قيد الحياة وحماية أنفسهم.
وتابعت أنه أصبح من الصعب بشكل متزايد تأمين الوصول إلى الضروريات الأساسية، مشيرة إلى أن عدد الأطفال الذين كانوا بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية قبل النزاع حوالي 9 ملايين طفل.
ونقل البيان عن المديرة الإقليمية لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أديل خضر، قولها إنه «مع احتدام النزاع في السودان يستمر الأثر المدمر على الأطفال في الازدياد يوما بعد يوم. هؤلاء الأطفال ليسوا مجرد أرقام، إنهم أشخاص لهم عائلات وأحلام وتطلعات، إنهم مستقبل السودان ولا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي بينما يمزق العنف حياتهم».
وتابعت «يستحق أطفال السودان فرصة للبقاء والنماء. يجب ألا يدخر جميع الأطراف أي جهد من أجل حماية الأطفال وحقوقهم».