استمرار الاشتباكات في الخرطوم ولا نهاية في الأفق.. الجثث تتحلل في الشوارع وتحذير من تفشي الأمراض
كثف الجيش السوداني امس جهوده لتحقيق مكاسب في العاصمة الخرطوم في بعض من أعنف المعارك منذ بدء الصراع مع قوات الدعم السريع.
وقال سكان إن الجيش نفذ ضربات جوية وقصفا بالمدفعية الثقيلة منذ أمس الاول في محاولة للاستيلاء على جسر عبر نهر النيل تستخدمه قوات الدعم السريع في نقل تعزيزات وأسلحة من أم درمان إلى مدينتي بحري والخرطوم. والمدن الثلاث تشكل معا العاصمة الأوسع للسودان.
وجاء الرد قويا من قوات الدعم السريع مما أدى إلى احتدام الاشتباكات في الأحياء السكنية وسقوط ضحايا مدنيين وحالات نزوح. وكانت قوات الدعم السريع تحتل جزءا كبيرا من العاصمة عند اندلاع القتال في منتصف أبريل.
وقال نشطاء في أحياء بشرق أم درمان إن تسعة مدنيين على الأقل لقوا حتفهم.
وقال أحد سكان العاصمة يدعى نادر عبدالله (52 عاما) لـ «رويترز» عبر الهاتف إن «الوضع مرعب في أم درمان، إطلاق رصاص وأصوات مدفعية وقصف بالطيران.. الضرب من كل الاتجاهات».
ووسط استمرار المعارك العنيفة وتواصل سقوط القتلى، تجددت المخاوف من انتشار الأوبئة في البلاد.
فقد حذرت منظمة إغاثية، امس من خطر تفشي الأمراض نتيجة تحلل جثث القتلى في شوارع الخرطوم التي مزقتها الحرب.
وأفاد بيان صادر عن منظمة «أنقذوا الأطفال» (سايف ذي تشيلدرن) التي يقع مقرها في لندن، أن «آلاف الجثث تتحلل في شوارع الخرطوم»، مشيرة إلى عدم سعة المشارح لحفظ الجثث من ناحية، وتأثير انقطاع الكهرباء المستمر على نظم التبريد. كما نبهت إلى أن ذلك قد «يعرض العائلات والأطفال لخطر متزايد من الأمراض».
ونقلت المنظمة عن نقابة الأطباء السودانية قولها «لم يتبق أي طاقم طبي في المشارح، تاركين الجثث مكشوفة على حالتها».
إلى ذلك، اعتبرت أن هذا «المزيج المرعب من أعداد الجثث المتزايدة ونقص المياه الحاد وتعطل خدمات النظافة والصرف الصحي.. يثير مخاوف من تفشي وباء الكوليرا في المدينة».
وقال مدير صحة وتغذية الأطفال في المنظمة بشير كمال الدين حميد، إن «عدم القدرة على دفن الموتى بكرامة هي معاناة أخرى للعائلات.. وإلى جانب الأسى والألم.. نحن نشهد أزمة صحية في طور التكوين».
كذلك دعت المنظمة في بيانها أطراف النزاع «إلى الموافقة على وقف الأعمال العدائية بشكل فوري وحل الأزمة سلميا».