( اتهامات متبادلة ) بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بخرق الهدنة في يومها الثالث
دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان يومه الثالث امس، فيما تبادل طرفا النزاع الاتهامات بانتهاكه، في حين أكدت واشنطن أنها تراقب الوضع في السودان عن كثب وستبحث مع الأطراف أي انتهاكات تحدث.
وأفاد بيان لقوات الدعم السريع على موقع تويتر عن «اختراق قوات الانقلابيين وفلول النظام البائد المتطرفة الهدنة الإنسانية المعلنة»، في إشارة إلى قوات الجيش. وأضافت أن قوات الجيش «قامت بالهجوم على قواتنا في عدد من المحاور عبر الطيران الحربي والقصف المدفعي والهجوم البري»، مشيرة إلى «إسقاط طائرة ميغ يتواجد حطامها في منطقة أمبدة» بأم درمان غرب العاصمة.
ورد الجيش في بيان نشره على صفحته على موقع فيسبوك بالقول «تواصل الميليشيا المتمردة في انتهاك الهدنة المعلنة منذ بدايتها». وأتهم قوات الدعم السريع بـ«هجوم على مدينتي الجنينة وزالنجي (في دارفور) ومواصلة احتلال المستشفيات. واحتلال مطبعة النقود وسك العملة».
على الرغم من تواصل المعارك، أكد سكان في العاصمة أنهم استغلوا تراجع حدتها للخروج من منازلهم وقضاء حوائجهم. ولكن في مدينة زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور بدا المشهد مقلقا، بحسب ما كتب المدير الإقليمي لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالسودان طوبي هارورد على حسابه على موقع تويتر.
وكتب هارورد «إنني قلق للغاية من التقارير الواردة من زالنجي، وسط دارفور، حيث كانت المدينة محاصرة من قبل الميليشيات المسلحة خلال الأيام الماضية، وانقطعت الاتصالات».
وأضاف «وفقا للتقارير، تعرضت مكاتب ودور الضيافة (التابعة للأمم المتحدة) والخدمات العامة، والمنشآت الحكومية، والبنوك والمنازل الخاصة للهجوم والنهب.. واستهداف مرافق الرعاية الصحية».
وطالب المسؤول الأممي «السلطات الشرعية باستعادة السيطرة على المدينة، وضمان احترام إعلان جدة بالكامل».
من جانبها، أعلنت نقابة أطباء السودان امس ارتفاع عدد القتلى بين المدنيين إلى 865، جراء الاشتباكات.
وأفادت النقابة بوجود عدد كبير من الإصابات والوفيات غير مشمولة في الحصر، لعدم تمكنها من الوصول إلى المستشفيات جراء صعوبة التنقل في ظل الوضع الأمني الراهن.
وفي واشنطن، أكد المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية سامويل وربيرغ أن بلاده تراقب الوضع في السودان عن كثب وستبحث مع الأطراف أي انتهاكات تحدث.
وأضاف وربيرغ -في مقابلة مع «الجزيرة» أن الولايات المتحدة لديها إمكانية لمراقبة وقف إطلاق النار في السودان عبر الأقمار الاصطناعية.
كما أوضح وربيرغ أن واشنطن تعتمد نهج التقدم خطوة بخطوة بشأن الأزمة في السودان وأن الأولوية الآن هي تنفيذ الهدنة ومن ثم تمديدها.
من جانبه، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن تقييم واشنطن للتطورات في السودان يشير إلى أن وقف إطلاق النار لايزال صامدا إلى حد كبير مع وجود بعض الاشتباكات.
وأضاف كيربي أنه يتم العمل عن كثب مع السعودية لتسهيل الخلافات، ومع المجتمع الدولي بشأن أفضل السبل لمراقبة وقف إطلاق النار.