( إيران ) على بُعد شهر من وقود السلاح النووي
في وقت تتعالى أصوات غربية للتحذير من خطورة “تلكؤ إيران” باستئناف مفاوضات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي، المبرم عام 2015، في ظل رفعها وتسريعها وتيرة تخصيب اليورانيوم إلى مستويات غير مسبوقة وتذرّعها بالرد على العقوبات الأميركية التي فرضت بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق عام 2018، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، في تقرير أمس، أن طهران ستمتلك وقوداً كافياً لتشغيل سلاح ذرّي، في غضون شهر تقريباً، مما قد يزيد الضغط على إدارة الرئيس جو بايدن وحلفائها، لتحسين شروط الصفقة المحتملة للعودة إلى الاتفاق النووي.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن خبراء درسوا البيانات الجديدة الواردة في تقرير أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذريّة، الأسبوع الماضي، قولهم إن “تخصيب اليورانيوم إلى المستويات المستخدمة في صنع الأسلحة خلال الأشهر الأخيرة أكسب طهران القدرة على إنتاج الوقود اللازم لتشغيل رأس نووي، في غضون شهر”.
وأشارت إلى أن المسؤولين الأميركيين الذين اطلعوا على هذه التقديرات السريّة ممنوعون من مناقشة التقييمات الرسمية، لكنّهم أقروا أن الأمر سيستغرق من إيران بضعة أسابيع فقط.
ورجّحت أن عملية تصنيع رأس نووي يمكن تثبيته على الصواريخ الإيرانية، مع تجنّب احتراقه أثناء الاحتكاك بالغلاف الجوي، ربما تتطلب وقتاً أطول بكثير، لافتة إلى أن الإيرانيين كانوا يدرسون هذه التقنية بنشاط منذ 20 عاماً، على الرغم من أن طهران تنفي رغبتها في حيازة ترسانة نووية.
وأوضح التقرير أن إيران لم تقترب بهذا القدر من امتلاك سلاح نووي، منذ ما قبل موافقة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما على الاتفاق النووي عام 2015، والذي أجبر الإيرانيين على نقل 97 بالمئة من وقودهم إلى خارج البلاد.
وبعد أكثر من ثلاث سنوات من انسحاب الرئيس السابق دونالد ترمب من الاتفاق، يبدو أن الجهود الإيرانية البطيئة والثابتة لاستعادة قدراتها الذريّة “قد نجحت”.
وحذّر التقرير من أن أفعال إيران تشير إلى جهود حكومة إبراهيم رئيسي لطلب شروط وامتيازات جديدة أكثر ملاءمة لطهران في المفاوضات الدولية التي قال وزير خارجيتها حسين أمير عبداللهيان إنها ستستأنف قريباً بعد “اكتمال المشاورات الداخلية وتشكيل الفريق المفاوض”.
ولم تُجر أي مفاوضات رسمية منذ يونيو الماضي، قبل شهر من فوز رئيسي بالانتخابات الرئاسية. وقال المسؤولون الأميركيون إنهم كانوا يتوقعون أن رئيسي سيسعى لبدء المفاوضات من جديد، وسيطالب برفع المزيد من العقوبات المفروضة على بلاده، وهو ما لم يحدث حتى الآن.
وفي وقت طرقت القوى الغربية بوابة موسكو للضغط على حليفتها طهران من أجل تسريع استئناف مفاوضات فيينا، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اتصالاً هاتفياً مع نظيره الإيراني أمس.
وأفادت الرئاسة الإيرانية بأن بوتين أبلغ رئيسي عدم تمكنه من المشاركة بقمة منظمة شنغهاي للتعاون، بسبب التزامه حجراً صحياً بعد مخالطة مصابين بـ “كورونا”، ودعا إلى عمل الترتيبات اللازمة لعقد لقاء قريب.
إلى ذلك، ذكر سكرتير “مجلس الثورة الثقافية”، سعيد رضا عاملي، أن الرئيس الإيراني وهو أصولي متشدد، أمر بتنفيذ قرار المجلس المذكور بإلغاء تنفيذ وثيقة 2030 لـ “يونسكو”.
وكان المرشد الأعلى علي خامنئي قد عارض “وثيقة يونسكو”، التي مررها الرئيس السابق حسن روحاني في وقت سابق، دون الرجوع إلى البرلمان. ورأى خامنئي أن الوثيقة تروّج “لأسلوب حياة غربي معيب ومدمّر وفاسد وتسعى للتسلل إلى التعليم الإيراني”.
من جانب آخر، دعا حسين الله كرم، أحد قادة الحرس الثوري، الذي يقود حالياً مجموعة “أنصار حزب الله” المتشددة، الرئيس الإيراني إلى تسليم مجالس المحافظات في البلاد إلى عسكريين، تحسّباً لاندلاع احتجاجات معيشية على غرار الإضرابات التي شهدتها البلاد أواخر 2019.