إسبانيا وبريطانيا ( تنهيان ) عمليات الإجلاء من أفغانستان
أعلنت إسبانيا رسميا انتهاء عملياتها للإجلاء من كابول الجمعة، مع وصول “آخر رحلتين إسبانيتين” إلى دبي بعد أكثر من أسبوع على إقامة جسر جوّي جاء بعد سيطرة حركة طالبان على الحكم في أفغانستان، وغداة يوم دامٍ إثر انفجاريين انتحاريين استهدفا مطار كابول ما أودى بحياة العشرات.
وقالت رئاسة الحكومة الإسبانية في بيان إنه “بهاتين الرحلتين، انتهت عملية الإجلاء الإسبانية لمتعاونين أفغان وعائلاتهم”. واضافت أن طائرة عسكرية أولى من طراز “ايه-400 ام” وصلت إلى دبي من كابول عند الساعة 04,45 بتوقيت غرينتش وحطت الثانية عند الساعة 05,20 ت غ.
ونقل على متن هاتين الرحلتين الأخيرتين 81 إسبانيا كانوا لا يزالون في أفغانستان بينهم عدد طاقم السفارة وعسكريون في سلاحي البر والجو وأربعة عسكريين و85 من المتعاونين الأفغان مع إسبانيا والبرتغال وحلف شمال الأطلسي.
وأجلت القوات المسلحة الإسبانية خلال هذا الجسر الجوي إلى صباح الجمعة، 1900 أفغانيّأً هم موظفون عملوا لحساب إسبانيا والولايات المتحدة والبرتغال والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والحلف الأطلسي، وأفراد عائلاتهم بالإضافة إلى موظفي السفارة الإسبانية في كابول.
لندن: “ستتوقف خلال ساعات”
بدورها، أعلنت بريطانيا انتهاء عمليات الإجلاء “خلال بضع ساعات”، كما صرح بذلك وزير الدفاع البريطاني بن والاس لقناة سكاي نيوز صباح الجمعة. وتابع والاس غداة الهجوم الذي وقع في مطار كابول “سنتعامل الآن مع (حالات) الأشخاص الذين أحضرناهم ونحو ألف شخص داخل المطار وسنحاول مواصلة العثور على عدد قليل من الأشخاص في الحشد عندما يكون ذلك ممكناً”. وأضاف “بشكل عام العملية الرئيسية انتهت الآن ولم يتبق لدينا سوى بضع ساعات”.
وتابع وزير الدفاع أنه عند الساعة 03,30 بتوقيت غرينتش قامت المملكة المتحدة التي “أغلقت فندق بارون” الذي يتم إرسال المرشحين للسفر إلى بريطانيا إليه، “بإغلاق مركز التعامل” مع طالبي اللجوء.
كما أغلقت بوابة آبي (آبي غيت) إحدى نقاط الوصول الثلاث المؤدية إلى مطار كابول، حيث وقع أحد التفجيرين الانتحاريين اللذين تبناهما تنظيم “الدولة الإسلامية” أمس الخميس.
وقال والاس إن ما يقرب من 14 ألف بريطاني وأفغاني تمّ إنقاذهم في المهمة البريطانية منذ منتصف آب/أغسطس، مع الاعتراف بـ “الحقيقة المحزنة التي تفيد بأنه لا يمكن إجلاء الجميع”.
وحسب بن والاس “لم يسرّع” الهجوم الإرهابي من موعد رحيل البريطانيين. وقال: “أغلقنا فندق بارون في الوقت المحدد تقريبا. الانفجار كان مروعا لكنه لم يسرّع مغادرتنا”. لكن هذا الهجوم زاد من المخاوف استهداف القوات الأجنبية، وبشهادة والاس نفسه معربا أنه “من الواضح أن التهديد سيزداد مع اقترابنا من الرحيل”. وقد تمّ نشر ألف جندي في كابول في إطار مهمة الإجلاء البريطانية.
هذا الخوف طغى أيضا على تصريحات المسؤولين الفرنسيين، إذ صرح وزير الدولة للشؤون الأوروبية الفرنسي كليمان بون لإذاعة “أوروبا 1″، أن باريس يمكنها مواصلة عمليات الإجلاء من أفغانستان ” بعد مساء الجمعة “لكن علينا توخي الحذر بشأن هذا الموضوع”. بينما كان رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس قد صرح الخميس قبل الهجوم أن بلاده تنوي استكمال عمليتها حسب المهلة التي “فرضها” الأميركيون.
وإلى غاية اللحظة تواصل باريس عمليات الإجلاء في أجواء من الفوضى عقب الهجوم تنظيم “الدولة الإسلامية” على المطار. وأشار كيليان بون في تصريحاته إلى أن ليس جميع الأفغان المعرضين للخطر ويحاولون مغادرة بلادهم قد يستطيعون القيام بذلك. موضحاً: “هل هذا يعني أن جميع الأشخاص الذين عملوا في أفغانستان لحساب الحلفاء والأوروبيين سيتمكنون من مغادرة المطار؟ على الأرجح لا”.