أميركا تدخل معركة طويلة لتعديل نظام ( الانتخابات )
فتح الرئيس الأميركي جو بايدن الباب أمام معركة سياسية من المرجح أن تهيمن على واشنطن لسنوات مقبلة، بتأييده مساعي الديمقراطيين لإصلاح أحكام النظام الانتخابي، وتسليم عملية تقسيم دوائر الكونغرس إلى هيئات مستقلة.
واستمعت المحكمة العليا أمس، إلى الحجج في قضية حقوق التصويت الرئيسية التي قد تمنح المجالس التشريعية للولايات الضوء الأخضر لتغيير قوانين التصويت، مما يجعل من الصعب على البعض التصويت.
وقال مكتب الإدارة والموازنة في إدارة بايدن، في بيان أمس الأول: «نواجه اعتداء غير مسبوق على ديمقراطيتنا، ومحاولة لم نشهدها من قبل لتجاهل إرادة الشعب وتقويضها وتبديدها، كما تواجه هجوماً عدوانياً جديداً على حقوق التصويت يحدث الآن في مختلف الأنحاء».
ويسعى الديمقراطيون إلى توسيع إمكانيات المشاركة في التصويت من خلال التصويت المبكر والتصويت عن طريق البريد وتدابير أخرى، وازدادت هذه المساعي مع تفشي جائحة كورونا. أما الجمهوريون فيحاربون هذه المساعي، ويطالبون بإجراءات لفرض قيود على الانتخابات.
ومن المقرر أن يصوت مجلس النواب بأغلبيته الديمقراطية على مشروع قانون يقضي بإصلاحات انتخابية كاسحة هذا الأسبوع، غير أنه من المستبعد إقراره في مجلس الشيوخ، إذ يتطلب ذلك موافقة جميع الأعضاء الديمقراطيين الخمسين وعشرة من الجمهوريين، الذين اعتبروا أن مشروع القانون يجرد الولايات من سلطاتها، ويزيد المخاوف من حدوث تلاعب.
ويقضي مشروع القانون المقترح في مجلس النواب بنقل هذه السلطة إلى هيئات، قال الجمهوريون إنها لن تكون مسؤولة أمام المواطنين في ولاياتهم.
ويوم الأحد الماضي اقترح الرئيس السابق دونالد ترامب، في أول خطبة عامة يلقيها منذ هزيمته في انتخابات نوفمبر أمام بايدن، الحد من تصويت الغائبين، والأيام التي يمكن التصويت فيها.
وتلوح في الأفق أيضاً بوادر معركة على إعادة تقسيم خريطة الدوائر الانتخابية. وفي العديد من الولايات تقود المجالس التشريعية المحلية هذه العملية وأغلبها يسيطر عليه الجمهوريون.
وجرت العادة أن تعيد المجالس التشريعية رسم حدود الدوائر، بما يسهم في فوز حزبها بعدد أكبر من الأصوات في الانتخابات، بما يقلص في بعض الأحيان من أثر أصوات الناخبين السود.
إلى ذلك، شدد بايدن، في مقطع فيديو مدته دقيقتان تم نشره على «تويتر»، على حق العمال في ألاباما وجميع الولايات في الانضمام إلى نقابة دون تخويف من شركاتهم.
وقال بايدن، في تعليق غير مباشر على مساعي شركة أمازون لوقف انتخابات النقابة في ألاباما، وطلبها مراجعة قرار سابق لمجلس العمل لإجراء الانتخابات عن طريق البريد: «يحق لأي شخص الانضمام إلى نقابة، ولأكون واضحاً حقاً ليس الأمر متروكاً لصاحب العمل ليقرر ذلك».
ويواجه العمال معركة شاقة امتدت 30 عاماً ضد «أمازون»، التي تعد ثاني أكبر صاحب عمل في أميركا، تاريخاً حافلاً بجهود النقابات العمالية في مستودعاتها ومتاجر بقالة هول فودز التابعة لها. بالإضافة إلى أن النقابات لا تحبذ قوانين ولاية ألاباما.
وتعد حملة الاتحاد في بيسيمر هي الأكبر في «أمازون»، إذ بدأ نحو 6000 عامل التصويت في فبراير على أن يبدأ فرز الأصوات في 30 مارس، ويجب أن يصوت أغلبية العمال بــ «نعم» لينضموا إلى النقابات.
وخلال قمة افتراضية لمناقشة قضية الهجرة والأزمة الوبائية والقضايا التجارية، أبلغ بايدن نظيره المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، أن نجاحه كان حاسماً لنصف الكرة الأرضية، وأنه سينظر إلى الجارة الجنوبية نظرة مساواة.
وبعد أربع سنوات من العلاقات المضطربة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي أغلق الحدود الأميركية أمام المهاجرين وألغى اتفاق التجارة مع المكسيك ووصف مهاجريها بتجار مخدرات و«مغتصبين»، افتتح بايدن المحادثات بتذكير أوبرادور بزياراته الأربع للجارة الجنوبية كنائب للرئيس، مؤكداً أن اتحادهما سيقوي بلديهما.
وفي أوج تزايد الانتقادات من داخل حزبه الديمقراطي لتبريره اتهامات مستشارته الاقتصادية السابقة ليندسي بويلان ومساعدته السابقة للشؤون الصحية شارلوت بينيت بالتحرش الجنسي بأنهما «أساءتا فهمه»، اتهمت امرأة ثالثة حاكم نيويورك أندرو كومو بسلوك غير لائق.
وبعد ساعات فقط من إحالته رسمياً إلى التحقيق، روت آنا راتش (33 عاماً) لصحيفة «نيويورك تايمز» أنها التقت كومو في حفلة زفاف في سبتمبر 2019، ووضع يده على أسفل ظهرها العاري، وسألها عما إذا كان يمكنه تقبيلها، مؤكدة أنها «ارتبكت وصدمت وأحرجت جداً وأدارت رأسها إلى الجهة الثانية، ولم تكن لديها كلمات في تلك اللحظة».
من جهة أخرى، حصل مرشّح بايدن لتولّي وزارة العدل القاضي ميريك غارلاند، أمس الأول، على تأييد أغلبية أعضاء لجنة العدل في مجلس الشيوخ، في خطوة أساسية على طريق تثبيته في هذا المنصب خلال جلسة تصويت عامة قد يعقدها المجلس اعتباراً من هذا الأسبوع.