( أزمة ) سفراء بين الصين وأوروبا… وشي جينبينغ على حدود تايوان
على ضوء السياسات الخارجية الجديدة، التي تتبعها إدارة الرئيس جو بايدن، أصبح التوتر سيد الموقف بين الصين والغرب، الذي يحاول رصّ صفوفه بعد أربعة أعوام من الفوضى. وغداة تبادل العقوبات بين أوروبا والصين للمرة الأولى منذ 30 عاماً تبادل الطرفان أمس، استدعاء السفراء.
تبادلت الصين ودول أوروبية استدعاء السفراء وسط توتّر جديد عقب فرض عقوبات أميركية وأوروبية على بكين، وردّ الأخيرة بعد ساعات بعقوبات مماثلة على 10 كيانات وأشخاص أوروبيين بينهم برلمانيون.
ووسط التوتر الملحوظ، استدعت وزارة الخارجية الصينية، أمس، سفير الاتحاد الأوروبي إلى بكين نيكولا تشابويس، كما استدعت بشكل منفصل السفير البريطاني لديها احتجاجاً على فرض عقوبات بحق مسؤولين صينيين بسبب معاملة بكين لأقلية الأويغور المسلمين في إقليم شينجيانغ، بأقصى غرب البلاد.
وأعلنت وزارة الخارجية الصينية، في بيان، أنه تم استدعاء تشابويس، لإجراء محادثات قال خلالها نائب وزير الخارجية الصيني تشين جانغ، إن الإجراءات العقابية تستند إلى «أكاذيب ومعلومات خاطئة».
ونقلت عن تشين قوله «إن العقوبات تتعارض مع الواقعية والعقل، وإن الاتحاد الأوروبي غير مؤهل للعمل كمعلم لحقوق الإنسان».
وأضاف البيان، أن «الصين تدعو الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف بخطورة الخطأ الذي ارتكبه، وتصويبه وإنهاء المواجهة من أجل عدم الإضرار بالعلاقات الصينية ـــ الاوروبية أكثر من ذلك».
وحسب وكالة «بلومبرغ» الأميركية للأنباء، يبدو أن السفير البريطاني لدى بكين قد تلقى رسالة مماثلة.
وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على 4 مسؤولين صينيين وكيان واحد في شينجيانغ، أمس الأول، حيث استهدفهم بتجميد أصول وحظر سفر.
يشار إلى أن العقوبات هي الأولى من نوعها التي يفرضها الاتحاد الأوروبي ضد الصين منذ مذبحة ميدان تيانانمين عام 1989.
وفرضت الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا عقوبات خاصة بها أيضاً على بكين.
وبعد ساعات قليلة، ردت بكين بخطوة انتقامية، وفرضت عقوبات على 10 نواب أوروبيين وأربع مؤسسات أوروبية.
بلجيكا على الخط
وفي بروكسل، استدعت وزيرة الخارجية البلجيكية صوفي ويلمز، أمس، السفير الصيني في بلجيكا غداة قرار بكين الذي ندد به الأوروبيون بشدة بفرض عقوبات على 10 شخصيات أوروبية.
وبين الشخصيات نائب بلجيكي معروف في تنديده لمعاملة بكين لأقلية الاويغور.
وأمس الأول، رفضت ويلمز بشدة باسم بلجيكا العقوبات الصينية التي تقررت ردا على اجراءات مماثلة اتخذها الغربيون.
وفي كوبنهاغن، استعدت وزارة الخارجية الدنماركية السفير الصيني لديها فينغ تاي، للاحتجاج أيضاً على عقوبات بلاده على مسؤولين أوروبين.
كما استدعت برلين السفير الصيني لاجراء «محادثات طارئة».
«مآخذ» فرنسية
في المقابل، استدعت وزارة الخارجية الفرنسية أمس، السفير الصيني المعتمد في باريس لو شاي، وتم إبلاغه بسلسلة «مآخذ» عقب التصريحات والتهديدات المتكررة المتعلقة بمشرعين فرنسيين وبأحد الباحثين.
وذكرت المتحدثة باسم الخارجية أينيس فون دير مول: «بناء على طلب وزير الخارجية جان إيف لودريان، استدعينا السفير لو شاي لإبلاغه بجميع مآخذنا عليه».
أضافت:»بعد تزايد التعليقات العلنية غير المقبولة للسفارة الصينية في الأيام الأخيرة، بما في ذلك ما صدر في صيغة إهانات وتهديدات ضد برلمانيين فرنسيين وباحث، نُذكّر بالقواعد الأساسية المنصوص عليها في اتفاقية فيينا بخصوص العلاقات الدبلوماسية المتعلقة بسير عمل السفارة الأجنبية لا سيما فيما يتعلق باتصالاتها العامة. تم حضّ السفارة على الالتزام بها بشكل صارم».
شي على الحدود
من ناحية أخرى، ووسط توترات مع الولايات المتحدة بشأن تايوان، زار الرئيس الصيني شي جينبينغ مقاطعة فوجيان، وهي أقرب مقاطعة صينية في البر الرئيسي، من الجزيرة التي تتمتع بحكم ديمقراطي.
وذكرت وكالة «بلومبرغ» أمس، أن شي تفقّد مزرعة شاي صديقة للبيئة بمدينة وييشان، وربط إنتاجها بحملته لتحسين مستويات المعيشة.
وفي وقت سابق، زار شي «منتزه تشو شي»، وهو اسم يعود لفيلسوف صيني شهير عاش في القرن الثاني عشر، وقال الرئيس الصيني:»من دون الحضارة الصينية التي يبلغ عمرها 5000 عام، كيف لنا أن نجد الطريق لتحقيق النجاح اليوم؟».
وتتمتع فوجيان بأهمية جغرافية رئيسية بالنسبة للصين، إذ يقول الحزب الشيوعي الحاكم، إن تايوان، التي تقع على بعد نحو 130 كيلومتراً عبر مضيق، هي أراضٍ صينية.
زيارة لافروف
كذلك، صعّد وزير الخارجية الصيني وانغ يي موقفه أمس، خلال لقاء في بكين عقده مع نظيره الروسي سيرغي لافروف. وقال وانغ: «في الأيام الماضية، تحدثت أقلية من القوى الغربية للتشهير بالصين وانتقادها، لكنها يجب أن تعرف هذا الأمر: لقد ولت الحقبة التي كان بإمكانهم فيها اختلاق قصص أو فبركة كذبة من أجل التدخل في شؤون الصين».
من ناحيته، أكد لافروف، أن روسيا والصين ستبذلان قصارى جهدهما لتأمين وحماية علاقاتهما المالية والتجارية من تهديدات الدول غير الصديقة لهما، منتقداً سياسة العقوبات والتهديدات التي تنتهجها الدول الغربية.
وقال لافروف:»لا يمكن إدارة الشؤون في العالم عن طريق الإنذارات، وعن طريق العقوبات، وإجبار الدول الأخرى على التصرف وفقا لما ينتظرونه منهم».
واستشهد لافروف بمثل روسي يقول، «لا يمكن الإجبار في الحب»، مضيفاً أن «الولايات المتحدة، للأسف لم تتعلم ذلك وتعمل عكسه».
وبالعودة إلى العلاقات الروسية الصينية، قال لافروف:»أنا مقتنع بأننا سنبذل قصارى جهدنا للحفاظ عليها وحمايتها. ولن نخضع لأي تهديدات من الدول غير الصديقة لبلدينا، وسنحمي طرق التجارة، والمبادلات، وهذا يجعلنا أقوى».
تعميق العلاقات
وفي بيونغ يانغ، قال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، إن بلاده والصين بحاجة إلى تعميق تعاونهما «لمواجهة التحديات الشاملة والتحركات العائقة من القوى المعادية لهما».
وأفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية نقلاً عن بيان لكيم، بأن الزعيم يدعو إلى «تكثيف الاتصالات بين الحزبين الحاكمين في البلدين».