أخبارإقتصاد

هبوط عنيف لـ ( بتكوين ) بعد حملة صينية على استخراجها

حولت مجموعة من سماسرة «مورغان ستانلي» السابقين، مشروع العملة المشفرة الخاص بهم إلى شركة رائدة عملاقة أو ما يعرف بـ «اليونيكورن»، من خلال جلب استراتيجيات «وول ستريت» إلى عالم التشفير الجديد.

تراجعت العملات المشفرة، أمس، في ظل امتداد الحملة الصينية ضد نشاط استخراج “بتكوين” إلى مقاطعة سيشوان.

وهبطت “بتكوين” إلى ما يصل إلى 32 ألفا و288 دولارا لأول مرة منذ الثامن من يونيو، وكانت في أحدث تعاملات منخفضة 7.9 في المئة، عند حوالي 32 ألفا و781 دولارا.

ونزلت منافستها الأصغر إيثر إلى أقل من ألفي دولار لأول مرة منذ 23 مايو، وليتم تداولها على انخفاض 10 في المئة، عند 2019.01 دولارا.

وانخفضت “بتكوين”، أكبر وأشهر العملات المشفرة في العالم، 46 في المئة عن أعلى مستوى بلغته هذا العام عند 64 ألفا و895.22 دولارا في 14 أبريل.

وتلقت العملات المشفرة ضربات قوية مؤخرا بعد تحذيرات مؤسسات رسمية في أميركا وأوروبا من أنها تنطوي على مخاطر شديدة.

والخميس الماضي، حذرت هيئة رقابة مالية بريطانية، الأشخاص الذين يستثمرون في العملات الرقمية المشفرة مثل بتكوين، بأن يكونوا على استعداد لخسارة كل أموالهم، كاشفة عن تزايد الاهتمام بهذه الأصول المتقلبة.

وقالت “سلطة السلوك المالي” (إف سي آيه)، الجهة الوحيدة المخولة حق تنظيم الخدمات المالية داخل المملكة المتحدة، إن 2.3 مليون بريطاني يحوزون عملات مشفرة مقابل 1.9 مليون العام الماضي”.

في الوقت نفسه، اعتبر 38 في المئة من المتداولين بالعملات الرقمية هذه الأصول بمنزة مقامرة، بانخفاض عن 47 في المئة العام الماضي، بينما تتزايد أعداد من يرونها “إما مكملا أو بديلا للاستثمارات السائدة”، وفق ما قالته الهيئة في بيان.

وأشار شيلدون ميلز، المدير التنفيذي لقسم المستهلكين والمنافسة في الهيئة: “يسلط البحث الضوء على الاهتمام المتزايد بالأصول المشفرة بين العملاء في المملكة المتحدة”.

لكنه حذر من أنه “إذا استثمر المستهلكون لهذه الأنواع من المنتجات، فينبغي أن يكونوا مستعدين لخسارة كل أموالهم”.

وشهدت العملة المشفرة الرئيسية بتكوين تقلبات هائلة خلال العام الماضي. فقد بدأت بالارتفاع عام 2019 ووصلت قيمتها في ديسمبر الماضي إلى 20 ألف دولار، لتتابع مسيرة الارتفاع إلى 65 ألف دولار في أبريل، ومنذ ذلك الحين عادت عملة بتكوين إلى التراجع.

وأشارت سوزانا ستريتر كبيرة محللي الأسواق في مؤسسة “هارغريفز لانسدون”، إلى أن “هيئة الرقابة المالية في المملكة المتحدة في حالة تأهب، حيث تتنبه لخطر جديد بعد أن أظهرت أبحاثها أن عدد الأشخاص الذين يمتلكون أصولا مشفرة ارتفع بأكثر من الـ5 في عام واحد فقط”.

وأضافت: “التقلبات والانعطافات في عالم العملات المشفرة لم تنته بعد، ومن المتوقع حدوث تقلبات جديدة في القيمة”.

وقامت مجموعة من سماسرة “مورغان ستانلي” السابقين، بتحويل مشروع العملة المشفرة الخاص بهم إلى شركة رائدة عملاقة أو ما يعرف بـ “اليونيكورن”، من خلال جلب استراتيجيات “وول ستريت” إلى عالم التشفير الجديد.

وجمعت “أمبر غروب”، التي تأسست في 2018، نحو 100 مليون دولار من مستثمرين بما في ذلك DCM Ventures وتايغر غلوبال مانجمنت، مما زاد من تقييمها عشرة أضعاف إلى مليار دولار في 18 شهراً فقط.

وقالت “أمبر” ومقرها هونغ كونغ، إن جولة التمويل الأخيرة من السلسلة B تشمل أيضاً مجموعة رينيسانس الصينية، وتايغر بروكرز، وجوبي بارتنرز، والجهات الداعمة الحالية مثل منصة تداول العملات المشفرة كوينباس غلوبال، وبانتيرا كابيتال.

وتعد الشركة واحدة من بين مجموعة من الشركات الناشئة التي تطور خدمات مالية – من التداول خارج البورصة إلى المشتقات والمنتجات المهيكلة – لمتداولي العملات الرقمية والمستثمرين المحترفين.

في الشهر الماضي، جمعت شركة الإقراض المشفرة Babel Finance ومقرها بكين 40 مليون دولار بدعم من شركة Sequoia Capital China وTiger Global، في حين أن Matrixport، التي بدأها مؤسس Bitmain المؤثر جيهان وو، تسعى أيضاً إلى ضخ رأسمال جديد.

وتتداول شركة أمبر في العملات المشفرة مثل بتكوين وإيثريوم باستخدام أموال العملاء ورأسمالها الخاص، حيث تدير الشركة الناشئة نحو 1.5 مليار دولار من رأس المال التجاري، وتتوقع أن ترتفع الإيرادات عشرة أضعاف لتصل إلى 500 مليون دولار هذا العام، وفقاً لما ذكرته “بلومبرغ”.

خمسة من مؤسسي “أمبر” – مايكل وو، تيانتيان كولاندر، واين هوو، توني هي ولوك لي – عملوا معاً في قاعة تداول الدخل الثابت في “مورغان ستانلي” في هونغ كونغ. فيما كان السادس، توماس زو، مطوراً يعمل لدى بلومبرغ على استكشاف التداول الآلي.

وفي عام 2015، أطلقت المجموعة – في ذلك الوقت كانوا جميعهم في العشرينيات من العمر – مشروعاً جانبياً لنشر التداول الخوارزمي في الأسهم الصينية والعقود الآجلة للمؤشرات، ثم انتقلت لاحقاً إلى العملات المشفرة “بدوام كامل” لاقتناص فرص المراجحة. لقد قاموا منذ ذلك الحين بتوسيع “أمبر” إلى فريق من 300 شخص، مع موظفين من شركات عالمية مثل تينسنت هولدينغز، وغولدمان ساكس غروب.

وقال الرئيس التنفيذي لـ “أمبر”، مايكل وو: “يجب أن تكون كل من التجارة والخدمات المالية أكثر اعتماداً على التكنولوجيا وأكثر آلية”.

وأضاف: “الاستراتيجية التي نستخدمها مع أمبر هي دائماً كمية”.

فيما قال رئيس القطاع المالي، تيانتيان كولاندر، إن “أمبر” كانت مربحة منذ يومها الأول في التشفير، ولديها الآن صافي هامش ربح أكثر من 60 في المئة، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير لاستراتيجيتها المحايدة في السوق، والتي تتمثل في التداول عند التقلبات بدل التداول على صعود أو هبوط عملة بتكوين.

كما قال، إن الشركة حققت حوالي 60 مليون دولار من الإيرادات للربع المنتهي في مارس، ونفس المبلغ تقريباً لشهر أبريل وحده، مع انضمام المزيد من المستخدمين.

وفي نهاية 2019، جمعت الشركة الناشئة 28 مليون دولار من مستثمري العملات المشفرة، بما في ذلك Dragonfly Capital وعملاق التبادل كوينباس بتقييم 100 مليون دولار.

كما قال المؤسسون إنهم مازالوا يمتلكون ما يقرب من 60 في المئة من أسهم الشركة بعد الجولة الأخيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى