أخبارمستجدات كورونا

اللقاحات ضد «كورونا» تبعث الأمل في عودة الحياة الطبيعية ولكن القضاء على الڤيروس تماماً لا يلوح في الأفق

يمكن أن تكون متابعة المرء لأخبار جائحة ڤيروس كورونا عن كثب بمنزلة افعوانية مثيرة للمشاعر، حيث هناك تحذيرات مخيفة بشأن الصحة العامة، تعقبها على الفور دراسات جديدة تبعث على الأمل. وكان الاكتشاف الاحدث والأبرز هو دراسة جديدة لمراكز السيطرة على الأمراض تظهر أن اللقاحات تقضى على كل أنواع العدوى بمرض «كوڤيد ـ 19»، وليس الأعراض فقط.

وقالت الكاتبة الأميركية فاي فلام في تقرير نشرته وكالة «بلومبيرغ» للأنباء إن هذه الأخبار تمثل نهاية سيناريو أسوأ حالة بأن اللقاحات قد تحمي الذين تم تطعيمهم من التردد على المستشفيات للعلاج من «كوڤيد ـ 19»، ولكن تسمح باستمرار تفشي الملايين من حالات العدوى الصامتة.

وتم جمع البيانات الجديدة من أربعة ألاف من العاملين في مجال الرعاية الصحية وأول المستجيبين وعاملي التوصيل والمعلمين الذين تم تطعيمهم بلقاحي «فايزر» و«موديرنا» بين شهر ديسمبر2020 ومارس 2021، ولم يطلب من المشاركين مراقبة الأعراض فحسب، ولكن أيضا إجراء اختبارات لانفسهم أسبوعيا. وتوصل معدو الدراسة إلى استنتاج مفاده أن اللقاحات تسببت في انخفاض جميع حالات العدوى بنسبة 90%.

وفي حالة عدم إصابة الاشخاص بالعدوى، فإنهم لا يمكن أن ينقلوا الڤيروس لأشخاص آخرين.

وأضافت فلام، المتخصصة في الشؤون العلمية، أنه يمكن أن تكون حالة التدهور المتوقعة ناجمة عن سلالات متحورة جديدة لڤيروس كورونا، أظهرت بعضها قدرة على تجنب وتفادي أجسام مضادة انتجتها السلالة الأصلية.

ولكن خبراء مثل بول أوفيت من مستشفى الأطفال في ولاية فيلادلفيا بالولايات المتحدة أبدوا شعورا أكثر تفاؤلا.

وتظهر اللقاحات بعض الفعالية ضد جميع السلالات المتحورة المعروفة حاليا، وفعالية جيدة ضد سلالة واحدة، وهى السلالة «7.1.1 بي» التي تم اكتشافها في المملكة المتحدة في العام الماضي.

وحتى قبل ظهور الدراسة الجديدة، رأى أوفيت دليلا آخرا كافيا على انخفاض انتقال العدوى جراء تلقى اللقاحات لدرجة أنه قال إنه معجب بفكرة إصدار جوازات لقاح لاستخدامها في حالات السفر، ولدخول المطاعم أو غيرها من الأماكن.

وتظهر البيانات الواردة من إسرائيل، حيث تم تطعيم معظم السكان بالفعل، تراجعا سريعا في عدد الوفيات ونقل مرضى إلى المستشفيات للعلاج.

ويقول أوفيت «لا يوجد شيء مؤكد ومضمون»، لكن الأشخاص سيكونون أكثر أمانا عندما يخالطون أشخاصا تم تطعيمهم مما يكونون عليه عند مخالطتهم أشخاصا لم يتم تطعيمهم.

ويجب أن تخفف نتائج الدراسة الجديدة أيضا المخاوف من أن نتائج التجارب السريرية المذهلة للقاحات لن تكون هي النتائج نفسها في العالم الحقيقي.

وبينما تم تسجيل عدة آلاف من الأشخاص للمشاركة في تلك التجارب، كانت العدوى غير شائعة نسبيا، ومن ثم أصيب عدد قليل فقط من الأشخاص بعدوى.

وفي هذه الدراسة الجديدة، كانت هناك 161 حالة عدوى في المجموعة الضابطة التي تضم 994 شخصا لم يتم تطعيمهم. وعلى النقيض من ذلك، فمن بين 2479 شخصا مشاركا تم تطعيمهم، أصيب ثمانية فقط بالعدوى بين الجرعتين الأولى والثانية، اللتين يتم إعطاؤهما بفارق زمني يتراوح ما بين ثلاثة أو أربعة أسابيع.

وأصيب ثلاثة أشخاص فقط بعد أن تم تطعيمهم بشكل كامل (بعد أسبوعين من تلقي الحقنة الثانية).

وقال اوفيت ان السبب الذي يجعله متفائلا للغاية هو أن اللقاحات لا تحفز على إفراز الأجسام المضادة فحسب، بل تؤدي إلى ما يسمى بالمناعة الخلوية، بمعنى أن اللقاحات تحفز على إنتاج خلايا متخصصة لمكافحة الڤيروسات تسمى الخلايا التائية (التي تعد عنصرا مهما في نظام المناعة)، والتي يمكن أن تتصدى لمجموعة أوسع نطاقا من السلالات المتحورة على نحو أكثر قوة من الأجسام المضادة.

وتستمر الخلايا التائية أيضا لفترة أطول من الأجسام المضادة وهي التي تمنح اللقاحات القوة على التذكر ومقاومة أي مسبب للأمراض لعدة أسابيع أو حتى لعدة أشهر بعد ذلك، وأبدى اوفيت أيضا حماسا للقاح «جونسون آند جونسون»، رغم أنه تم استخدامه فقط بالنسبة لخمسة أشخاص في الدراسة التي أجراها مركز السيطرة على الأمراض.

وأضاف أن ذلك اللقاح يحفز المناعة الخلوية بعد إعطاء جرعة واحدة بينما تحفز لقاحات «فايرز» و«موديرنا» الخلايا التائية بعد إعطاء جرعتين فقط.

ولهذا السبب فإنه لا ينصح بعدم تلقي الجرعة الثانية من اللقاحات المؤلفة من جرعتين للحفاظ على الامدادات.
وقالت مونيكا غاندي، وهي طبيبة الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة، إنها تعتقد أن الجرعات ستقضى على نحو فعال على الجائحة لأن الخلايا التائية يمكنها محاربة السلالات المتحورة المختلفة، وأضافت «أدرك أنه يبدو تقريبا أنه غير حقيقي أن اللقاحات ستنتشلنا من براثن هذا الجائحة ولكنها بالفعل ستنتشلنا منه»، وقالت فلام «هناك شىء تعلمناه وهو أنه من الصعوبة التكهن بمسار هذه الجائحة، قي ضوء مدى صعوبة التنبؤ بالسلوك البشري ومسار التطور السريع للفيروس. وحتى الذين يشعرون بالتفاؤل ازاء نجاح اللقاح مثل غاندي وأوفيت لا يرون أن القضاء على الڤيروس يلوح في الأفق».

وتختتم فلام تقريرها بالقول إنهم مع ذلك يرون إمكانية أن يصبح الڤيروس أقل تهديدا للحياة والصحة من الانفلونزا الموسمية، وبعد ذلك سيكون من الصعب منع العودة إلى حياة طبيعية، يتم خلالها الذهاب للمطاعم والسفر حول العالم وكذلك بالطبع التأرجح في المشاعر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى