الصحةعلوم

العدوى لا تقتصر على #الفيروسات و#البكتيريا، #الأمراض_النفسية قد تكون معدية أيضاً و#الاكتئاب أولها

على الأرجح تعلم أنه إذا أصيب شخص قريب منك بالإنفلونزا، فأنت معرض لخطر الإصابة به أيضاً. ليس هناك شك في الطبيعة المعدية للعدوى البكتيرية أو الفيروسية. لكن ماذا عن الصحة العقلية والمزاج؟ هل يمكن أن تكون الأمراض النفسية معدية أيضاً مثل الاكتئاب؟

في الحقيقة، الجواب: نعم ولا. الاكتئاب ليس معدياً بنفس الطريقة التي تنتشر بها الإنفلونزا، ولكن يمكن للحالة المزاجية والعواطف أن تؤثر لدرجة كبيرة بمن يحيطون بك وكأن هذه العواطف انتقلت إليهم هم أيضاً. هل سبق لك أن شاهدت صديقاً يضحك بشدة لدرجة أنك بدأت تضحك؟ أو استمعت إلى زميل في العمل يشكو لفترة طويلة لدرجة أنك بدأت تشعر بالسلبية أيضاً؟ بهذه الطريقة يمكن أن تكون الحالة المزاجية- وحتى أعراض الاكتئاب- معدية.

لنشرح لك أكثر في هذا التقرير عن الكآبة وما يقوله العلم عن كيفية انتقالها والعدوى بها وماذا تفعل إذا شعرت أنك “أصبت” بالاكتئاب من أحد الأشخاص في محيطك.

كيف يكون الاكتئاب معدياً؟

الاكتئاب- والحالات المزاجية الأخرى- معدية بطريقة مثيرة للاهتمام. فقد أظهرت الأبحاث أن الاكتئاب ليس الشيء الوحيد الذي يمكن أن يعدي الآخرين. لقد ثبت أن سلوك التدخين- سواء الإقلاع عن التدخين أو البدء- ينتشر من خلال الروابط الاجتماعية الوثيقة والبعيدة. إذا أقلع صديقك عن التدخين فمن المرجح أن تقلع عنه أيضاً.

كما تم الوصول لنتائج مشابهة فيما يخص الانتحار. فقد أظهرت إحدى الدراسات أنه في كل من الذكور والإناث، فإن وجود صديق مات منتحراً يزيد من احتمالية وجود أفكار أو محاولات انتحارية عند أصدقائه.

قد تعمل الطبيعة المعدية للاكتئاب بنفس الطريقة. يسميها الباحثون مجموعة متنوعة من الأشياء، بما في ذلك ظاهرة الشبكة، ونظرية العدوى الاجتماعية، ونظرية العدوى العاطفية الجماعية. تمثل هذه الحالة انتقال الحالة المزاجية والسلوكيات والعواطف بين أفراد المجموعة. ولا يتعين على هذه المجموعة أن تكون فقط من الأصدقاء والعائلة- تقول معظم الأبحاث إنها يمكن أن تمتد إلى ثلاث درجات من الأجيال.

هذا يعني أنه إذا كان صديق صديقك يعاني من الاكتئاب، فقد تكون أكثر عرضة للإصابة به أيضاً.

بالطبع هذا ينطبق أيضاً على  السعادة وشرب الكحول وتعاطي المخدرات واستهلاك الطعام والشعور بالوحدة.

إذاً كيف ينتشر الاكتئاب بالضبط؟

الأمر ليس بهذه البساطة مثل مشاركة المشروبات مع شخص مصاب بالاكتئاب. لا يزال الباحثون يحاولون فهم كيفية انتقال العواطف بالضبط. لكن تشير بعض الدراسات إلى أنه يمكن أن يحدث بعدة طرق:

المقارنة الاجتماعية:

عندما نكون مع أشخاص آخرين- أو نتصفح وسائل التواصل الاجتماعي- غالباً ما نحدد قيمتنا ومشاعرنا بناءً على مشاعر الآخرين. نحن نقيِّم أنفسنا بناءً على هذه المقارنات. ومع ذلك فإن مقارنة نفسك بالآخرين، وخاصة أولئك الذين لديهم أنماط تفكير سلبية، يمكن أن تكون ضارة في بعض الأحيان بصحتك العقلية.

التفسير العاطفي:

يعود هذا إلى كيفية تفسيرك لمشاعر الآخرين. تعمل عواطف صديقك وإشاراته غير اللفظية كمعلومات لدماغك. خاصة مع غموض الإنترنت والرسائل النصية، يمكنك تفسير المعلومات بشكل مختلف أو سلبي أكثر مما هو مقصود.

التعاطف:

أن تكون شخصاً متعاطفاً هو أمر جيد. التعاطف هو القدرة على فهم مشاعر الآخرين ومشاركتها. ولكن إذا كنت مفرطاً في التركيز أو منخرطاً في محاولة وضع نفسك في مكان شخص مصاب بالاكتئاب، فمن المرجح أن تبدأ في تجربة هذه الأعراض أيضاً.

هذا لا يعني أن التواجد حول شخص مصاب بالاكتئاب سيجعلك تعاني منه تلقائياً أيضاً. ولكنه يعرضك لخطر أكبر، خاصة إذا كنت أكثر عرضة للإصابة.

من هو الأكثر عرضة “للإصابة” بالاكتئاب؟

تكون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب إذا:

كان لديك تاريخ من الاكتئاب أو اضطرابات مزاجية أخرى.لديك تاريخ عائلي أو استعداد وراثي للاكتئاب.كان أحد والديك يعاني من الاكتئاب عندما كنت طفلاً.كنت تمر بمرحلة انتقالية كبيرة في الحياة.كنت تسعى للحصول على مستويات عالية من الطمأنينة في الآخرين.كنت تعاني حالياً من مستويات عالية من التوتر أو الضعف الإدراكي.

بشكل عام هناك عوامل خطر أخرى للاكتئاب، بما في ذلك وجود حالة صحية مزمنة أو خلل في الناقلات العصبية. يبدو أيضاً أن المراهقين والنساء أكثر عرضة للعدوى والتقاط المشاعر السلبية والاكتئاب.

من هم الأشخاص الذين يمكن أن يعدوك بالاكتئاب؟

قد تكون أكثر عرضة لبدء المعاناة من الاكتئاب، أو تغيرات مزاجية أخرى، إذا كان أي من الأشخاص التاليين في حياتك يعانون من الاكتئاب:

أحد الوالدين.طفلك.شريكك أو زوجتك.رفقاء السكن.أصدقاء مقربون.

يمكن أيضاً أن يكون للأصدقاء والمعارف عبر الإنترنت تأثير على صحتك العقلية. مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي في

في حياتنا، يبحث العديد من الباحثين الآن في كيفية تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على عواطفنا.

في إحدى الدراسات وجد الباحثون أنه عندما يتم عرض مشاركات أقل إيجابية على موجز الأخبار، استجاب الناس عن طريق نشر عدد أقل من المشاركات الإيجابية والمزيد من المشاركات السلبية. حدث العكس عندما تم تخفيض المشاركات السلبية. يعتقد الباحثون أن هذا يوضح كيف يمكن للعواطف التي يتم التعبير عنها على وسائل التواصل الاجتماعي أن تؤثر على عواطفنا، داخل وخارج الإنترنت.

بماذا تشعر عندما تصاب بالاكتئاب؟

إذا كنت تقضي وقتاً مع شخص مصاب بالاكتئاب، فقد تبدأ أيضاً في الشعور ببعض الأعراض. يمكن أن تشمل:

التفكير المتشائم أو السلبي.اليأس.التهيج أو الانفعالات.القلق.الاستياء العام أو الحزن.الذنب.تقلب المزاج.أفكار انتحارية

ماذا تفعل إذا “أصبت” بالاكتئاب؟

إذا كنت تعاني من أي مشكلات تتعلق بالصحة العقلية، فيمكنك دائماً الاتصال للحصول على المساعدة أو المشورة المهنية من طبيب أو عبر الإنترنت.

وجد الباحثون أن الأعراض الاكتئابية للشريك أو الزوج يمكن أن تتنبأ بشكل كبير بالاكتئاب لدى الشريك الآخر. لكن مناقشة مخاوفك بصراحة مع أحد أفراد أسرتك، وخاصة الشريك قد تكون صعبة. يشعر الكثير من المصابين بالاكتئاب بالخزي أو الذنب بسبب مشاعرهم.

إليك بعض النصائح التي ستساعدك:

احضر مجموعات الدعم

يمكن أن يكون الذهاب إلى اجتماع جماعي أو ورشة عمل للاكتئاب أو العلاج السلوكي أو تخفيف التوترمفيداً. في كثير من الأحيان يمكن أن يساعدك عن طريق تذكيرك بأنك لست وحدك. يمكنك العثور على مجموعة دعم من خلال بعض المنظمات أو من خلال المستشفى المحلي أو مكتب الطبيب.

قم بزيارة المعالج مع شريكك

يمكن أن تكون زيارة المعالج معاً، سواء ذهبت إلى مستشار الأسرة أو الأزواج، مفيدة جداً في إيجاد آليات التأقلم التي ستعمل لكما معاً. يمكنك أيضاً أن تطلب الجلوس في أحد المواعيد العلاجية لشريكك.

مارس التأمل

يمكن أن يساعد بدء يومك أو إنهاؤه ببعض التأمل على تهدئة عقلك وتغيير أنماط التفكير السلبية. يمكنك الانضمام إلى مجموعات أو مشاهدة مقطع فيديو على YouTube أو تنزيل تطبيق يمنحك تأملات من 5 إلى 30 دقيقة.

ماذا لو شعرت بهذا بسبب وسائل التواصل الاجتماعي؟

إذا شعرت أن وسائل التواصل الاجتماعي هي المسؤولة عن بعض التغيرات المزاجية أو مشكلات الصحة العقلية، ففكر في الحد من الوقت الذي تقضيه في التعامل معها. لست مضطراً إلى إنهاء أو إلغاء تنشيط حساباتك، على الرغم من أنه يمكنك ذلك إذا كان هذا هو ما يناسبك.

ولكن من خلال الحد من وقتك على وسائل التواصل الاجتماعي، يمكنك إدارة مقدار الوقت الذي تقضيه في التأثر بالآخرين. يتعلق الأمر بإيجاد توازن في حياتك.

إذا وجدت صعوبة في إيقاف تصفح موجز الأخبار، فحاول تعيين تذكيرات لإغلاق هاتفك. يمكنك أيضاً قصر وقتك على جهاز كمبيوتر فقط وحذف التطبيقات من هاتفك.

ماذا لو كنت أنت الشخص الذي “ينشر” الاكتئاب؟

قد يشعر الكثير من الأشخاص المصابين بالاكتئاب وحالات الصحة العقلية الأخرى بأنهم يثقلون عبئاً على الآخرين عندما يتحدثون عما يحدث.

إن معرفة أن المشاعر يمكن أن تنتشر لا يعني أنه يجب عليك عزل نفسك أو تجنب الحديث عن الأشياء التي تزعجك. إذا كنت قلقاً، فمن الأفضل طلب المساعدة المتخصصة. يمكن للمعالج أن يعمل معك لإدارة الاكتئاب والتفكير السلبي. سيسمح لك الكثير بإحضار شريك أو صديق إذا شعرت أن ذلك ضروري لحل أي مشاكل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى